
يولد الطفل وهو لا يعلم ما المقبول
وغير المقبول من التصرفات والسلوكيات، وهو يتعلم عن طريق مراقبة ما يحدث
حوله وكيف يتصرف أفراد عائلته ويراقب أيضا كيف تتم معاملته. تريد أى أم أن
يكون طفلها مراعيا لمشاعر الآخرين ويتصرف بطريقة لائقة، وهناك العديد من
الطرق والأفكار التى يمكن من خلالها تحقيق تلك الأمور السابق ذكرها. وعادة
ما تقوم الأم بتربية أبنائها بنفس الطريقة التى تمت تربيتها بها وإذا أرادت
تغيير الطريقة فإنها ستحتاج لكثير من الوقت والمجهود والالتزام، ولكنها فى
نفس الوقت يجب أن تعلم أن الخطأ أمر وارد. ويجب على الأم ألا تقلل أبدا من
أهمية تعليم طفلها الأخلاق الجيدة منذ الصغر لأنه بتلك الطريقة سيكبر
ليصبح عطوفا ومراعيا لمشاعر الآخرين. وعلى الأم أن تكون مثالا إيجابيا أمام
طفلها فعليها مثلا أن تقول من فضلك أو شكرا فى كل الأحوال والمناسبات حتى
لو كانت تأمر الطفل بفعل أمر ما. ومن الأمور المهمة التى يجب على الأم
تعليمها للطفل آداب المائدة وطريقة التصرف المقبولة وهو جالس ليتناول
الطعام مع العائلة، فيجب أن تكون هناك مجموعة من القواعد المتبعة أثناء
تناول الطعام داخل المنزل حتى يلتزم بها الطفل ويتبعها فى حالة تناول
الطعام خارج المنزل. تريد أى أم أن يكون طفلها حسن السلوك وأن يستمع لما
تقوله وأن يحترم كل مَن حوله من عائلة أو أصدقاء ويمكنها أن تحقق كل تلك
الأمور السابق ذكرها عن طريق مجموعة من الأفكار والخطوات.
إن قدرة الطفل على الفهم والذكاء أمور تتطور مع الوقت ومع تقدمه فى
العمر، ولذلك يجب أن يكون ما تقولينه لطفلكِ من نصائح وسلوكيات عليه
اتباعها مناسبة لقدرته العقلية ومدى استيعابه فى المراحل العمرية المختلفة.
فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل لا يزال شديد الصغر فإنه لن يكون قادرا
على التفريق بين ما هو خطأ وما هو صواب. إن الطفل وهو فى الثالثة من العمر
لا يسئ التصرف ولكن تكون لديه مجموعة من الحاجات والرغبات التى يريد أن تتم
تلبيتها مثل الجوع والعطش، وهو بالتالى لن يتمكن من التعامل مع العواقب
بتغيير سلوكه. وعلى سبيل المثال إذا قلتِ لطفلكِ الصغير إنه يجب ألا يخرج
فى الشمس إلا وهو مرتديا قبعة ولكنه استمر فى الخروج بدونها فهو بهذا الشكل
على الأغلب يكون قد نسى ويحتاج منكِ لأن تذكريه بالأمر أكثر من مرة.
قد يلجأ الطفل للتعبير عن مشاعره من خلال إساءة التصرف، ولذلك فمن المهم
جدا أن تعرفى الأسباب والمشاعر التى أدت لتصرف طفلكِ بطريقة معينة حتى
تتمكني من التعامل مع المشاكل أو الأمور الكامنة وراء سلوكه السيئ. إذا
كنتِ تريدين أن تعلمى طفلكِ التصرف بطريقة لائقة فيجب أن تتحدثى معه بصوت
هادئ وأنتِ تقولين له ما هى التصرفات المقبولة وما هى التصرفات غير
المقبولة وحتى تتمكني أيضا من استخدام نبرة صوت أكثر حدة إذا كان ما فعله
الطفل أمرا كبيرا وحتى لا يتعود الطفل على نبرة صوتكِ الغاضبة والعالية ولا
يستجيب لكِ فى النهاية إطلاقا.
لكى تعلمى طفلكِ السلوكيات
الإيجابية يجب أن تكون تصرفاتكِ أنتِ أيضا إيجابية أمامه، وأن تقولى له ما
يجب عليه فعله وليس ما لا يجب عليه فعله، فبدلا من أن تقولى له لا تصرخ
قولى له هل يمكنك أن تتحدث بصوت هادئ. لا تعطى طفلكِ خيارا إذا كنتِ لا
تقصدين أن تعطيه خيارا، ومثلا إذا خيرتِ طفلكِ بين اللعب أو مشاهدة
التليفزيون ولم يقرر هو شيئا فلا تحاولى فرض خيار معين عليه. لا تستخدمى
العنف الجسدى لتعديل سلوكيات طفلكِ السيئة لأن هذا الأمر لن يفلح وسيؤدى
لتمرد الطفل وشعوره الدائم بالخوف منكِ.