عطلوا اختبارات طلاب الجامعات ومنعوا المرضى من الذهاب للمستشفيات..
تفاجئ أبناء مدينة المكلا صباح اليوم بقيام مجموعة كبيرة من أبناء
المحافظات الشمالية بقطع الطريق بين فوة والمكلا بالأحجار من أمام مكتب
الأشغال العامة والخط المؤدي إلى بيت المحافظ فوق الربوة وكذا الطريق إلى
شارع الستين بمحاذاة باطهف للأفراح، ووصلت بهم الجرأة لمنع المواطنين من
أبناء مدينة المكلا من الدخول والخروج من مدينتهم ومزاولة أعمالهم وقضاء
مصالحهم متسببين في تعطل اختبارات طلاب الجامعات والحيلولة دون إسعاف
المرضى للمستشفيات، ولم يسمحوا حتى بمرور السيارات التي في داخلها عوائل أو
أطفال، رافعين كتل الحجارة والصمل والعصي بوجه كل من كان يقترب منهم أيا
كان، .
وكان المواطنين الذين احتجزوا لساعات طويلة على جانبي الطريق المسدود في
انتظار النجدة من قوات الأمن أو مكافحة الشغب كما يسمى الذين تعودوا على
قدوlهم مدججين بمختلف أنواع الأسلحة بسرعة إلى مواقع اعتصامات أبناء المكلا
وتظاهراتهم والتعامل معهم بقسوة مفرطة والحديد والنار، إلا أن هذه القوات
ظلت بعيدة عن المشهد وكان البعض يشعر أنها ستقوم بتأمين الحماية اللازمة
لأبناء المحافظات الشمالية قطاعي الطرق إذا ما تعرضوا لردة فعل طبيعية على
جرمهم الذي ارتكبوه بحق أهالي مدينة المكلا.
وتساءل عدد من المواطنين عن الأسلوب الذي كان سيتم التعامل معهم إذا ما قرر
الحضارم أو الجنوبيين في المحافظات الشمالية قطع الطريق أمام منازل كبار
المسئولين أو الشيوخ في الشمال، لتحقيق مطالب مشروعة وموضوعية على النقيض
تماما من الشعارات التي رفعها الشماليين في المكلا الذين أردوا على حد
قولهم أن يحظوا بالأمن الذي بات يفتقده منذ زمن أبناء المحافظة كافة!
واستغربوا من أن معظم قاطعي الطريق هم من المقاوته وأصحاب البساط الزرقاء
الذين تحول بعضهم من فقراء إلى ملاك ثروة بعد أن كانوا فقراء معدومين
وحفاه جاءوا ليقاسموا الحضارم لقمة العيش، ويستولوا على وظائف أبنائهم
وأراضيهم، وينهبون خياراتهم ويسهموا في تآكل بنية المحافظة التحتية وفي
مقدمتها الكهرباء.
وأعاد الأسلوب الهجمي الذي اتبعه العشرات من أبناء المحافظات الشمالية
التساؤل عن جدوى السكوت على تجاوزاتهم التي من بينها انتشار البساط الزرقاء
في قلب مدينة المكلا في منظر شوه المدينة وأضر بسكانها بيئيا واجتماعيا
وأمنيا، دورهم في تدهور أوضاع الشباب من خلال تمدد تجارة شجرة الزقوم،
وإثارتهم القلاقل والنزاعات التي أدت إلى سقوط ضحايا من أبناء الجنوب،
وعندما كان الحضارم ينتظروا منهم الاعتراف بالخطايا التي ارتكبوها أو الأقل
كف الأذى عن الآخرين ورد جميل احتضانهم طوال 20 عاما، عوضا عن ذلك كله
كشفوا اليوم عن حقيقتهم بقطع الطريق في فوه، جهارا نهاراً، في وقت بات
الجميع يترقب فيه موقف السلطة المحلية الذي يفترض أن يكون حاسماً حتى لا
تتكرر الظاهرة مجدداً في قادم الأيام. وأكد عدد من المواطنين أن أبناء
المحافظات الشماليين ليسوا بالجرأة أو الشجاعة الكافية حتى يقدموا على هذه
الفعل داخل مدينة المكلا لأنهم يدركوا جيداً أن أبناء المكلا سيتصدون لهم
ويعرفوهم ومن معهم وخلفهم بأحجامهم الحقيقية.